بصمت المديرية العامة للأمن الوطني ومديرية مراقبة التراب الوطني على مستوى عالي من الاحترافية والصدقية في التواصل، متوجة عملها الميداني المشهود له بالكفاءة والخبرة بسياسة قرب من المواطن تجد صداها في نفسية المواطن المغربي وثقته في الأجهزة الأمنية لبلاده.
وفي ندوة احتضنها مقر المكتب المركزي للأبحاث القضائية بمدينة سلا، أمس الخميس (30 يناير)، حول تفكيك خلية الأشقاء الثلاثة بمنطقة حد السوالم، اختزلت المديرية أبعاد الأمن المواطن وأنسنة أجهزة تطاوع صلابة مهامها حق المواطن المغربي في المعلومة، ما لا يدع من مساحة للمشككين وأصحاب الأجندات المغرضة.
سياسة تواصلية “ناجعة”
وخلال ندوة “البسيج”، رد بوبكر سبيك، الناطق الرسمي باسم المديرية العامة للأمن الوطني ومديرية مراقبة التراب الوطني، على المشككين بالقول: “هاد الناس كيحاولو يواجهو الأجهزة الأمنية لدفعها إلى الانكفاء على ذاتها وهادي بروبغاندا مغرضة تستهدف المواطنين المغاربة في أمنهم”.
وأكد المراقب العام سبيك، أن السياسة التواصلية للمديرية العامة للأمن الوطني ومديرية مراقبة الترابة الوطني تهدف بالأساس إلى تلبية حلق المواطن في المعلومة بشكل يقطع الطريق على المشككين ومروجي الدعايات المغرضة.
الاستثناء المغربي
رضوان الرمضاني، المدير العام لإذاعة “ميد راديو”، حضر ندوة المكتب المركزي للأبحاث القضائية، واستحضر في حديثه ضمن برنامج “قهوة الصباح” البعد الإنساني في عمل الأمن الوطني.
وأبرز الرمضاني، أنه “عادة منين كنسمعو البوليس والمخابرات كيمشي دماغنا لبزاف ديال الكتمان والسرية في العمل لكن استثناء مغربي جميل أنه في إطار احترام سرية الأبحاث في قضايا حساسة قدرو وحرصو يضمنو للمواطن المغربي والرأي العام المغربي والدولي كذلك الحق في المعلومة”.
وقال مدير إذاعة “ميد راديو”، إن “المكتب المركزي للأبحاث القضائية متواجد بسلا ومطوق بحراسة أمنية استثنائية لطبيعة القضايا التي يتناولها لكن منين كتدخل ليه تفاجئ بقدرة الساهرين والمسؤولين عن هذا الفضاء إلى تحويله من فضاء يعالج قضايا استثنائية وحساسة إلى فضاء فيه الكثير من الأنسنة وهادي ماشي ساهلة”.
وتابع الرمضاني: “منين كدخل مع الباب كتجيك التبوريشة من عشرات العناصر اللي تبارك الله عليهم الشوفة فيهم كتبرد الما في الركابي لكل من تسول له نفسه يفكر بسوء في حق البلاد والمغاربة”.
وشدد مدير الإذاعة، على أن “اللافت هو الطبيعة ديال الاستقبال والتعامل ديال المسؤولين الأمنيين في مواقع حساسة جدا والقدرة على التعامل مع نساء ورجال الإعلام بكل وضوح… ما قالو ليهم تسولو في هادي ولا ما تسولوش كيعطيو التقرير والكلمة ديالهم وكيفتحو المجال لأسئلة الصحافيين وكيجاوبو بوضوح في إطار ما يسمح به القانون”.
مؤسسة نموذجية
وأبرز رضوان الرمضاني، أن “المديريتان برئاسة عبد اللطيف الحموشي قدرو يخلقو نموذج استثنائي ونموذجي للتواصل بين مؤسسة عمومية وبين الرأي العام”.
واعتبر الرمضاني، أنه “ماشي حرج يلا مؤسسات أخرى خدات الأمن وجهاز المخابرات نموذج في التواصل خاصة في مؤسسات ما عندهاش أسرار الدولة إذا كانت مؤسسة تدبر ملفات بحساسية كبيرة قادرة تخرج للرأي العام وتكلم في أكثر من مناسبة”.
وأكد الرمضاني، على أنه هذه المؤسسة “مفخرة على مستوى شكل البناية وتنظيمها وعلى مستوى الأداء الميداني اللي نموذجي ماشي غير وطنيا ولكن دوليا وأيضا على مستوى التدبير التواصلي اللي يستحقو عليه التصفيق”.
الكفاءة والخبرة وطنية
وفي تصريح لموقع “كيفاش”، قال إحسان الحافيظي، الخبير في الشؤون الأمنية، إن“كفاءة الأجهزة الأمنية في التصدي للتنظيمات الإرهابية هي بشهادة كبريات المؤسسات الاستخباراتية العالمية”.
ولفت الخبير إلى أن “تقارير وزارة الخارجية الفرنسية والأمريكية والإسبانية تؤكد دائما على دور المغرب كفاعل استراتيجي إقليمي ودولي في مكافحة الإرهاب”.
وأبرز الحافيظي، أن “هذا ما يجعل المغرب ضمن أجندة التنظيمات المتطرفة في داعش والقاعدة لاعتبارات موضوعية لها علاقة بالجهود التي تبذلها المملكة لمواجهة التنظيمات المتطرفة في إفريقيا وأيضا له علاقة بالحضور المغربي الوازن داخل المنتظم الدولي”.
خلية الأشقاء الثلاثة
وفي حديث لموقع “كيفاش”، استدل محمد التيار الباحث في الدراسات الاستراتيجية والأمنية، بعملية تفكيك خلية الاشقاء الثلاثة بحد السوالم، مبرزا أن “هذا العمل يدخل في صميم الإجراءات الأمنية التي تقوم بها الأجهزة من أجل الحفاظ على الأمن والاستقرار في المغرب ومنها ضبط ورصد جميع الأعمال والمشاريع التخريبية التي تستهدف الاستقرار”.
وأبرز التيار، أن “هذه الخلية كانت محل رصد ومراقبة مبكرة من طرف مديرية مراقبة التراب الوطني حيث أنه تم التوصل لمعلومات تفيد أن عناصر هذه الخلية يتبنون أفكار تنظيم داعش”.
وسجل المحلل والأكاديمي، أن “العمل الأمني في المغرب وصل إلى درجة متطورة وفي مسار الأجهزة الأمنية والاستخباراتية في الدول المتقدمة ليس فقط من جانب ما يمتلكه من الأجهزة والتقنيات لكن العنصر البشري تم تأهيله بدرجة جد عالية”.
نتائج مبهرة
وأوضح محمد التيار، أن “كل هذه العوامل تفسر النتائج المبهرة التي تم تحقيقها ليس فقط في المغرب لكن على المستوى الدولي حيث يعود الفضل للأجهزة الأمنية المغربية في تفكيك العديد من الخلايا التي كانت تستهدف العديد من الدول في أوروبا”.
ولفت الخبير، إلى أن “التميز المغربي يبرز في المجال الأمني كذلك من خلال الزيارات المتعددة للمسؤولين الأمنيين الأجانب إلى المغرب وتكريم الأجهزة الأمنية المغربية في المحافل الكبرى