نبه حبوب الشرقاوي، مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية، إلى تنامي استقطاب التنظيمات الإرهابية لـ”الخلايا الأسرية”، مبرزا أن “الأخ الأكبر في خلية حد السوالم حول أسرته لحاضنة للتطرف”.
وخلال الندوة التي احتضنها مقر المكتب المركزي للأبحاث القضائية بمدينة سلا، اليوم الخميس (30 يناير). حول موضوع تفكيك خلية الأشقاء الثلاثة بمنطقة حد السوالم، أبرز الشرقاوي، أن “خطورة هذه الخلية المتطرفة لا تَكمُن فقط في المشاريع الإرهابية التي كانت تعتزم تنفيذها، ولا في المستوى المتقدم من التخطيط والاستعداد الذي بلغه أعضاؤها في مخططهم الإرهابي، وإنما تَكمُن الخطورة في تنامي “الاستقطاب الأسري” كرافد جارف للتطرف والتجنيد في صفوف المرشحين للقيام بعمليات إرهابية”.
وشدد حبوب الشرقاوي، على أن “خلية الأشقاء الثلاثة كشفت عن تصاعد تهديد ناشئ، يُنذر بتحديات أمنية واجتماعية خطيرة، يتمثل في خطر انزلاق أسر بأكملها في شراك التطرف الفكري، وتشكيل جيوب مقاومة للأعراف والتقاليد المغربية ووحدة المجتمع والمذهب والعقيدة، وذلك بسبب التأثير الذي قد يمارسه بعض أفراد الأسرة الحاملين للفكر المتطرف على محيطهم الأسري والاجتماعي”.
ولفت مدير “البسيج”، إلى أن “الأمير المزعوم لهذه الخلية الإرهابية، وهو الشقيق الأكبر، استطاع تحويل أسرته الصغيرة كحاضنة للتطرف والتجنيد والاستقطاب لفائدة مشروعه الإرهابي، مستغلا في ذلك سلطته المعنوية وقدرته على التأثير السلبي في محيطه المجتمعي القريب”.
واستحضر الشرقاوي “الخلية النسائية” التي تم تفكيكها بتاريخ 3 أكتوبر 2016، والتي تبين بأن جل أعضائها كانوا قد تشبعوا بالفكر “الداعشي” عن طريق التأثر بالوسط العائلي، بحكم أن معظمهن كان لهن أقارب ينشطون في صفوف “داعش”، أو أنهن سليلات عائلات سبق لأفرادها أن أدينوا، على مراحل متفرقة، في قضايا الإرهاب والتطرف.
ونبه حبوب الشرقاوي، إلى أن “خطورة هذا التهديد عندما ندرك بأن التنظيمات الإرهابية العالمية، خاصة تنظيم داعش، تسعى جاهدة لاستغلال “الاستقطاب الأسري” لخدمة مشاريعها التخريبية التي تستهدف المساس بأمن واستقرار بلادنا، من خلال الدفع بمقاتليها في بؤر التوتر إلى تجنيد أقربائهم وأشقائهم من أجل الانخراط في إعمال إرهابية، وذلك على غرار زعيم الخلية الإرهابية التي تم تفكيكها بتاريخ 11 دجنبر 2015 والتي عرفت وقتها بخلية “الدولة الاسلامية في بلاد المغرب الإسلامي” .