مرة أخرى، تتحول وسيلة نقل بدائية إلى نعش جماعي يحمل العاملين الزراعيين، حادث سبت الكردان ليس الأول ولا يبدو أنه الأخير في ظل استمرار “عين ميكة” في تطبيق القانون.
ثلاثي برنامج “غرفة الڤار” على إذاعة “ميد راديو”، نبه إلى المأساة الإنسانية التي تعيشها العاملات والعمال الزراعيون، إثر مصرع أربعة نسوة مصرعهن، وإصابة خمس أخريات بجروح بليغة، في حادثة سير مميتة وقعت بجماعة سبت الكردان، بعد انفجار إحدى عجلات سيارة من نوع “بيكوب” كانت تقل على متنها 14 امرأة يشتغلن في المجال الفلاحي.
مأساة “عين ميكة”
وفي حديثه ضمن حلقة يوم أمس الاثنين (26 ماي)، شدد الإعلامي رضوان الرمضاني، مدير إذاعة “ميد راديو”، على أن “النقاشات العمومية كتمشي في غير الاتجاه اللي المفروض تمشي فيه… وللأسف أن أهل المدن احتكروا الاهتمام والمواضيع التي تحظى بالنقاش العمومي وياما قلنا أنه فاش كنخرجو من المراكز الحضرية وكلما توغلنا جنوبا وشمالا وشرقا ربما حتى في الوسط كنلقاو معالم المآسي الاجتماعية”.
وتابع الرمضاني: “ما يؤلمني في تواتر وتكرار هذا الإهمال، أنه حادثة سير ديال ناس لم توفر لهم ظروف الاشتغال والاشتغال في القطاع الفلاحي مصدر رزق كريم جدا، هادو ملايين ديال المغاربة هازين المغرب”.
وأبرز الإعلامي، أنه “يلا ضيعات تلجأ لخدمات عينة من هذه الفئة في الغالب الأعم يتعلق الأمر بفلاحين كبار يستفيدون في بعض المناطق من ما يستفيدون، الدولة كدعم، التفضيلات الضريبية ومجموعة من الامتيازات لكن في المقابل ما كنقدرش نوفر ظروف نقل كريم لمغاربة فحالي فحالهم في لا كارط ناسيونال علاش دايرين هاد عين ميكة”.
وأضاف رضوان الرضماني: “ما زال ما عندناش ما يكفي من الجرأة أننا نقولو ما بقاش مقبول في 2025 أن طرف ديال المغاربة يشتغل في ظروف غير إنسانية غير مشرف للمغرب الحالة ديال المزارعات… وكيضرب كلشي في الزيرو كنسقطو في امتحانات اللي المسؤول فيها شكون خاصو ينفذ القانون ويشرع القانون ويسهر على أن القانون مطبق”.
وسائل نقل بدائية
وبدوره، اعتبر الصحافي يونس دافقير، رئيس التحرير في يومية “الأحداث المغربية”، أن “جميع الناس اللي كيموتو كيكونو غادين في وسائل نقل بدائية… 14 واحد غادين في بيكوب ما كاينش اللي يدوي معك في الطريق ما غادينش في الخلا والقيفار غادين في الطريق”.
وشدد دافقير، “البيكوب كتهز البقر ولا الخضرة ولا جوج د الناس ماشي 14 واحد… نسمح بهذا العبث ونسمح أن ينقل الإنسان كالحيوان، علاش؟ واش لأنهم فقراء؟ واش الفقر كيخلي حياة الناس رخيصة؟”.
وأكد يونس دافقير، على أن “ما يؤلم في القضية أن الحوادث كثيرة ومنتشرة كل عام ما كاينش شي حادثة أدت إلى حالة استنفار ونقولو نمنعو النقل في شروط لا تحترم كرامة الإنسان”.
من المسؤول؟
وقال عمر الشرقاوي، المحلل والأستاذ الجامعي، أنه “كل مرة تتكرر المأساة والسؤال هاد الطموبيل قدام من دازت عندنا مدونة سير وسلطات مهمتها ضبط السير “.
وتابع الشرقاوي: “عندنا ما بعد الحادثة اللي عطى الله عطاه وغيتفتح تحقيق وترتب جزاءات هاد الضحايا اللي كانو غيربحو 70 درهم في النهار وخسرو أرواحهم أو تصابو بعاهات مستدامة شكون اللي غيتكفل بيهم”.
وأبرز المحلل والأكاديمي، قائلأ “غتلقى هاد الناس ما عندهم تأمين ما عندهم حقوق اجتماعية وفي بلاصة اللي كانو كيعانيو من قلة اليد ما غيبقى عندهم لا يدين لا روح لا رجلين لا والو… هاد الشي خاص فيه الصرامة والصرامة هي تطبيق القانون ومساءلة الناس المسؤولين على تطبيق القانون”.
