فرح بجدير-صحفية متدربة
شهدت السدود الزراعية في المغرب تحسنا طفيفا في نسب ملئها مقارنة مع الموسم السابق، والذي اتسم بجفاف استثنائي ودرجات حرارة مرتفعة غير عادية، وبالرغم من أن التساقطات الأخيرة لم تكن كافية لتعويض العجز المائي الكبير، لكنها ساهمت في “زيادة طفيفة” في احتياطي المياه، خاصة في السدود المخصصة للسقي الزراعي.
وبحسب بلاغ المعطيات الرسمية التي وفرتها منصة “الما ديالنا” التابعة لوزارة التجهيز والماء، فإنه قد بلغ إجمالي احتياطات المياه في السدود حوالي 4750 مليون متر مكعب، ما يعادل نسبة ملء قدرها 82.2 ٪، ويظهر هذا الرقم زيادة بنسبة تقارب 5٪ مقارنة بنفس التاريخ من السنة الماضية، حيث نسبة الملء لم تتجاوز 23.19٪.
وأفد البلاغ أيضا، أنه قد تم الإعلان عن تخصيص حوالي 713 مليون متر مكعب من المياه لدعم مشاريع الري في المناطق الزراعية الكبرى مثل اللكوس، الغرب، ملوية، تافيلالت، وورزازات، في حين لا تزال عمليات الري محدودة في منطقة تادلة بسبب شح الموارد.
أما بالنسبة لسد أولوز، الذي يعتبر حيويا لري منطقة سوس، فقد عرف تراجعا كبيرا في مستوياته مقارنة بالعام الماضي بسبب الجفاف الشديد، بحيث لم تتجاوز نسبة ملئه 15٪، ولكن بفضل التساقطات الأخيرة، فقد وصلت نسبة الملء حاليا إلى 53٪ من طاقته الاستيعابية، ما يخفف بشكل كبير من حدة أزمة المياه في المنطقة.
ومن جهته، يعاني سد المسيرة من وضعية حرجة تعتبر أكثر خطورة مقارنة بسد بين الويدان، حيث بلغ احتياطي السد 0.8٪ فقط في 15 يناير 2024، ورغم ذلك شهد ارتفاعا طفيفا ليصل إلى 1.92٪ ما يعادل حولي 51.05 مليون متر مكعب خلال يناير الجاري.
وتشير هذه الأرقام إلى تأثيرات تغير المناخ والجفاف المتواصل على الموارد المائية في المغرب، مع تفاوت بين المناطق الشمالية التي شهدت تحسنا ملحوظا في الموارد المائية بفضل الأمطار، كما تكشف هذه البيانات عن تحسن نسبي في مخزون السدود، ولكنه يظل غير كاف لتلبية الاحتياجات المتزايدة. لذلك، يبقى التحدي قائما لضمان إدارة فعالة ومستدامة للموارد المائية في بلادنا.