جدد النائب الجمهوري جو ويلسون، عضو مجلس النواب الأمريكي، الذي سبق وأعلن، قبل أيام، عزمه تقديم مشروع قانون يصنف جبهة البوليساريو كمنظمة إرهابية، (جدد) التأكيد على ضرورة هذه الخطوة.
وتقاسم وكتب النائب الأمريكي على حسابه الرسمي في منصة “إكس” (تويتر سابقاً)، تقريرا نشره معهد “هدسون” حول “القضية الاستراتيجية لتصنيف جبهة البوليساريو منظمة إرهابية أجنبية”.
وكتب ويسلون في منشوره: “شكرًا على هذا التحليل الثاقب… يجب تصنيف البوليساريو كمنظمة إرهابية أجنبية! ترامب سيُصلح الوضع”.
وقدم تقرير معهد “هدسون” حججًا قانونية واضحة لدعم تصنيف جبهة البوليساريو كمنظمة إرهابية أجنبية، بموجب المادة 219 من قانون الهجرة والجنسية الأمريكي، وذلك بناءً على ثلاثة معايير:
1- تنظيم أجنبي: البوليساريو منظمة أجنبية بالكامل، تعمل خارج الولايات المتحدة، وقاعدتها في مخيمات تندوف بالجزائر.
2- نشاطات إرهابية: تشنّ هجمات تخرق اتفاقيات وقف إطلاق النار، تمارس العنف ضد المدنيين، وتنسّق مع منظمات إرهابية مثل حزب الله. ولها علاقات بالإرهاب في حالات موثقة، مثل ارتباط أحد قادتها (عدنان أبو الوليد الصحراوي) بتنظيم داعش في الصحراء الكبرى، وضلوعه في هجمات قتلت جنودًا أمريكيين.
3- تهديد للمصالح الأمريكية: البوليساريو تقوّض استقرار المغرب، الحليف الرئيسي للولايات المتحدة، وتفتح المجال لتوسّع النفوذ الإيراني والروسي والصيني في منطقة الساحل، مهددة أمن الجنود الأمريكيين والتعاون الأمني في المنطقة.
وأشار التقرير ذاته إلى أن مخيمات تندوف تخضع لسيطرة صارمة من البوليساريو، تفتقر للانتخابات أو حرية الإعلام، وتنتشر فيها ممارسات مثل التجنيد الإجباري، سرقة المساعدات، بل وحتى العبودية.
واعتبر التقرير أن جبهة البوليساريو تستوفي المعايير القانونية الثلاثة لتصنيفها كمنظمة إرهابية أجنبية وفقًا للقانون الأمريكي.
وسجل معهد “هدسون” أن قضية الصحراء لم تعد قضية هامشية، بل أصبحت نقطة تقاطع استراتيجية تتعلق بمكافحة الإرهاب، وتأمين الموارد الحيوية (مثل اليورانيوم والمعادن النادرة)، والتنافس بين القوى الكبرى.
ولفت إلى أن الشبكات المسلحة المرتبطة بالبوليساريو تساهم في زعزعة استقرار منطقة الساحل، وتهدد الجنود الأمريكيين، وتُضعف الحكومات الإقليمية، وتعيق الوصول إلى الموارد الاستراتيجية المهمة لسلاسل التوريد العالمية.
في هذا السياق، يضيف التقرير، يبرز المغرب كحليف ثابت للولايات المتحدة، من خلال تفكيك الخلايا الإرهابية، وتدريب القوات الإقليمية، ولعب دور بوابة للتعاون الغربي في إفريقيا.
وخلص التقرير ذاته إلى أن تصنيف جبهة البوليساريو كمنظمة إرهابية أجنبية سيعزز التحالف الأمريكي المغربي، ويضعف النفوذ الإيراني والروسي والصيني في المنطقة، ويثبت أن التزامات واشنطن لها وزن استراتيجي. أما تجاهل هذا التهديد فسيؤدي إلى تآكل مصداقية الولايات المتحدة.