• وزير الفلاحة: الزراعة الذكية في استراتيجية “الجيل الأخضر 2020–2030” لا يمكن تنزيلها دون توفر معلومات عقارية دقيقة
  • لمدة 3 سنوات.. الوداد يتعاقد رسميا مع شركة إيطالية للألبسة الرياضية
  • طنجة.. تفكيك شبكة لترويج المخدرات وحجز آلاف الأقراص المخدرة والكوكايين وأسلحة بيضاء
  • لتعزيز التعاون بين المملكتين.. وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية يتباحث مع نظيره السعودي
  • لرقمنة وتبسيط إجراءات تصدير منتجات الصناعة التقليدية.. توقيع اتفاقية شراكة بالرباط
عاجل
السبت 09 فبراير 2013 على الساعة 22:08

سينما عيوش وكرصون العياشي

سينما عيوش وكرصون العياشي محمد محلا [email protected]
محمد محلا [email protected]

قبل بضعة أسابيع كتبت في هذا الركن عن تصرف الفنانة فاطيم العياشي حين ارتدت تبانا، أي كرصون بالدارجة، على غلاف إحدى المجلات، للترويج لفيلم “موشومة”، الذي أظهرت فيه نهديها. قلت ذلك اليوم “آش خصك آ سينما.. كرصون آ مولاي”. لم يرق ذلك للفنانة فاطيم العياشي، شهدو أنني لم أسقط عنها صفة الفن، وسألَت عمن أكون وأشياء أخرى، وقال البعض إني رجعي لرفضي الاقتناع بأن العري المجاني يخدم السينما، واليوم تأكد لي أنه ليس بالكراصن والعري فقط نصنع السينما. علاش؟
توجهت أخيرا إلى السينما لمشاهدة فيلم “يا خيل الله” للمخرج نبيل عيوش، وأنا في داخلي نوع من التخوف، إذ سبق وأقسمت أن لا أعود لمشاهدة الأفلام المغربية لرداءتها الفنية واستخدام العري المجاني، والكلام اللي في شكل، لكن وجدت نبيل عيوش في الموعد.
فيلم “يا خيل الله” ذكرني بصوت الانفجارات يوم 16ماي. ذكرني، رغم أنني لم أنسى، بمواطنين يعيشون تحت عتبة الفقر، يمكن أن يصنع منهم قنابل بشرية أو مجرمين أو عاهرات.
“يا خيل الله” ليس فيلما، إنه درس في السينما، في المغرب والدول العربية فقط، باش ما نزيدوش فيه، حيت داك الشي اللي كينتجو لينا غير “رُخْص”، ومن ضمنهم فيلم “ميراج” الذي أنتجه عيوش. حسب رأيكم أنا الآن أروج لـ”يا خيل الله”، وهو أمر صحيح إن كنتم مقتنعين بذلك، لذلك أدعوكم لمشاهدة الفيلم، ليس لأنه لا يحتوي على نهد فنانة أو مؤخرة فنان، لكن لأن هذه هي السينما التي نريد جماليا، وما نريد في العمق، وأشياء أخرى.
ستسمعون كلاما زنقاويا خالصا، من السمطة لتحت، وستقولون ويلي ويلي حين ينتهك عرض طفل من صديقه لأنه الواقع، وستعجبكم الشيخة طامو ورقصتها بالميكرو، آه يا طامو.. وستدمع أعينكم لحظة الانفجار، لأنكم ستتذكرون إخوة لكم ماتوا، وستعجبون بجمالية الصورة، وأعتقد أنكم لن تخرجوا قبل الانفجار، انفجار التصفيقات.
ستترحمون على حسن مضياف مول القهوة، وستتذكرون أيضا يوم وفاة المرحوم الحسن الثاني، وستشاهدون مصطفى العلوي يبكي، وستلعنون الحنشة الرشايوي، كما ستستغربون لمشاهد الإيحاء السياسي في الفيلم كانت لوقت قريب تجر أصحابها إلى المشاكل مع صحاب الحال، وستقولون: “مات ليك الحوت آ بزيز، سير دير الفن ديال بصح عاد قول راني ممنوع”.

“يا خيل الله” يدخله هذه الأيام “يا جيش الله”، وصفق له المئات في العرض الذي حضرته، لأن المغاربة في حاجة إلى سينما قريبة منهم تجذبهم وتمتعهم فنيا، لا سينما الكراصن والبانضي.
أنا اعترفت يا صديقي، فهل سيفهون الرسالة؟