رغم تفاقم عزلتها الدبلوماسية تواصل الجزائر تكريس عقيدة عدائها للمغرب حيث بات سحب السفراء من الدول الداعمة لمغربية الصحراء إجراءا روتينيا بالنسبة للخارجية الجزائرية.
وكما كان متوقعا، سحبت الجزائر سفيرها لدى الجمهورية الفرنسية، مباشرة بعد إعلان فرنسا دعمها لسيادة المغرب على صحرائه في رسالة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى جلالة الملك محمد السادس.
وفي تصريح لموقع “كيفاش”، قال المحلل السياسي ورئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان، محمد سالم عبد الفتاح، إن “إقدام الجزائر على سحب سفيرها لدى فرنسا يأتي في سياق المواقف التصعيدية المتتالية التي تقدم عليها الجزائر سواء ضد المملكة أو حتى ضد حلفائها وشركائها الاستراتيجيين الذين يعبرون عن مواقف متقدمة داعمة للوحدة الترابية”.
وأبرز الخبير في العلاقات الدولية، أن “هذه المواقف تفضح طبيعة الدور الجزائري المرتبط بملف الصحراء المغربية كونها طرف رئيسي معني بهذا الملف مخاطب من قبل المجتمع الدولي والأمم المتحدة”.
ولفت عبد الفتاح، إلى أن “مسؤولية الجزائر مؤكدة في تقارير الأمين العام الأممي حيث أدرجها ضمن أطراف النزاع فضلا عن قرارات مجلس الأمن التي تذكرها بنفس عدد مرات ذكر المغرب وتدعوها دائما إلى المشاركة الفعالة والجدية في الموائد المستديرة باعتبارها طرفا رئيسيا في النزاع “.
وشدد الخبير والمحلل السياسي، على أن “هذا التصعيد العبثي الذي أقدمت عليه الجزائر يفضح الدور المقوض للوساطة الأممية والمساعي السلمية لحل النزاع خاصة وأن تقارير الأمين العام الأممي تؤكد عرقلة خصوم المغرب للعمل البعثة الأممية الميداني”.